لم تكن منى تعلم أن ذهابها لزيارة صديقتها سيقلب حياتها رأساً على عقب، ولم تدرك أن استقلالها لسيارة تكسي في ذاك اليوم لن يمر كحدث روتيني كما اعتادت، "فبعد ركوبي التكسي" تقول منى "طلبت من السائق إيصالي إلى منطقة (مزة بساتين) حيث تسكن صديقتي، وفي بادئ الأمر أبدى السائق احتراماً فائقاً، ولكن المشهد سرعان ما تحول إلى مشهد معاكس فبدأ ينظر إلي نظرات مريبة، وبدلاً من أن أكمل طريقي إلى صديقتي تغير مسار ذلك الطريق بشكل مفاجئ وسلك السائق طريقاً شبه مقطوع وخالٍ من الناس"، استغربت منى هذا التصرف على حين برر السائق فعلته بولوج الطريق المختصر، في هذه اللحظة أيقنت بأنها في حالة اختطاف، وحدث ما كان متوقع لكنها لم تستطع دفع القدر الذي وقع عليها فجأة.
هذا آخر ما مر في مخيلة منى ليفاجئها ذاك الرجل برش المخدر على وجهها، ما كان كافياً لوقعها في حالة إغماء استيقظت بعدها لتجد نفسها مرمية على طريق زراعية ومغمسة بدمائها، حيث تبين لها أن السائق قام بضربها "بحجر" على رأسها وسرقة مصاغها ونقودها ولحسن حظها كما تقول أنها كانت تضع الجوال في جيب المانطو الذي ترتديه، فاتصلت بصديقتها التي أنجدتها وبقيت الشاهد الوحيد على ما حصل معها، أصيبت منى بعدها بصدمة نفسية وخضعت لفترة علاج عند طبيب نفسي للخروج من هذه الحالة، والآن لم تعد تفكر بركوب التكسي مطلقاً.
حالة منى لم تكن الحالة الوحيدة فالكثير من النساء تعرضن لهذه الأساليب الإجرامية بطرق مختلفة حتى أصبح البعض منهن يتخوفن من ركوب تلك "السيارات الصفراء" التي باتت وسيلة غير موثوق بها، ومكان غير آمن بعد تعدد هذه الحوادث في الآونة الأخيرة، بعضها بقي طي الكتمان فيما وجدت بعض الحالات طريقها إلى قصر العدل،