أحلى اللحظات مع الضيف هي الجلسة الصباحية الطويلة بعد استفادته من ميزة النوم في بيتك، صباحية حلوة مع القهوة، وعادة يطول ويمتد هذا الصباح، فالذكريات تتدفق، والأخبار تنهال من هنا يعني من عندك، ومن هناك يعني من عند الضيف،
وما بين هنا وهناك تكثر التأسفات عند سماع شي خبر مرض أو وفاة، وتعلو الضحكات عند الحديث عن آخر طرائف فلان وآخر نكت علان، ثم تبدأ فترة الشطحات، فتشطح بخيالك وأنت تخبر ضيفك عن أوضاعك، فتقول له القليل من الواقع والكثير من الأحلام، ويشطح هو أيضاً فتخاله في بلاده بطل الأبطال، وما في حركة بتصير غير بعلمه، وما في شي بيصير بدون استشارته، وباختصار فإنك والضيف في هذه الأوقات تعيشان أفضل اللحظات، على الرغم من بعض المنغصات، كأن ترمقك زوجتك بنظرة غامضة وأنت تخرط وتك*** على الضيف العزيز، أو كأن تعلو عند استعراض بطولاتك على وجه أطفالك الابتسامات، لكنك مع ذلك تعيش مع ضيفك أجمل اللحظات، أما اللحظات الأجمل على الإطلاق فهي لحظات وداع الضيف في الكراج أو المحطة أو المطار، أمام التكسي أو على باب الدار، ولكن على شرط أن تكون قد أتممت واجبات ضيافتك على د**ر مليم وعلى الأربعة وعشرين سوبر مضياف، وعلى شرط أن يكون قد أدى واجباته كضيف تجاهك أيضاً وحل عنك في الوقت المناسب، في الوقت الذي استنفذت فيه كل الطاقات، أما أسوأ لحظات التعايش مع الضيف فهي بعد أن يطول به المقام عندك، ويصير التصبح بخلقته عقوبة، والابتسامة لنكتته أصعب من تسلق الجبال، والجواب على أسئلته فحص بكالوريا والمراقب زوجتك، أما أسوأ اللحظات إطلاقاً فهي وبعد أن تودعه وتعود إلى المنزل بكامل الاسترخاء والسعادة فتنام قليلاً ثم تستيقظ على صوت الباب، تفتح، إنه ضيفك الحباب وقد عاد بعد أن تأخر على موعد الباص، بس حاجز لبكرة يشهد الله.