لا تشعر الدجاجة بالإهانة حال ***حها، ولا حتى أثناء نتفها، ولا عند فرزها إلى افخاد وصدور وشيش طاووق وجوانح، فهي ليست من الطيور الجوارح، كما أنها ليست بعصفور طيار الذي نادراً ما تتكحل به العين على الموائد، لا يهينها كل ذلك، فهي تعرف القانون العام بين الدواجن والإنسان، ولم تخالفه ولا مرة، حتى أنها كسرت على أنفها بصلة عندما نصبوا على كل عشرين تلاتين دجاجة ديكاً واحداً وذلك كي يتمتعوا بريشه وهو ينفش،
وبمشيته الطاووسية، بينما هو ليس من ذوي اللحم المر، هو مجرد ديك نهايته على الموائد وسط البقدونس عوضاً عن الريش في الديك المفرد، كما أنها لا تشعر بالإهانة عندما يأتي سارقو البيض ويسرقون من تحتها صيصان المستقبل، تشعر ببعض الانزعاج والحزن، حتى أنها علقت صورة ابنها الأخيرة أثناء المعركة قبل أن يختفي وهو على شكل بيضة مقلية، ويبدو في الصورة طرف بيضة مجاورة، يبدو أنو المعركة اللي راحوا فيها هي المعركة الشهيرة بيض عيون، لكنها تنق ليلاً ونهاراً، مع أنو الجاج بيناموا على بكير، لكن العلماء أثبتوا أن الدجاجة عندما تنام تحلم أحلاماً سعيدة، تحلم أنها صارت نسورة حلوة ط**رة في الأعالي، وتبحث بعينيها عن فريستها التائهة في البراري، ثم تهبط باتجاهها كالصاروخ، وتلتقطها، فإذ بها دجاجة تنق وتنق طيلة فترة الاختطاف من أمام باب الحوش باتجاه مزرعة النسّورة أعالي الجبال في أول وآخر رحلة جوية لها في حياتها، لا لا يهينها كل ذلك، ما يهينها هو أن حبيبنا وهو يطبخها يضيف إليها مكعب مرقة دجاج ناجي، قال شو.. مشان نكهة الدجاج!! شو ما لي دجاج أنا، شو قالوا لك عني فيل؟!!!!!! وبلَّش النق.